كيف اعتدلت مع اعتدال الغصن في ... حركاته وفعلت فعل الجائر
وعلمت إثم السحر حين ذممته ... وأراك متخذًا أداة الساحر
يا شاعرًا في طرفه وبهائه ... وجماله عذبت قلب الشاعر
وشاهدنا هنا أنه شبه جمال الجميل بالشعر بجامع السحر فيهما وقال:
إليك أثرت من تحت التراقي ... قوافي تستدر بلا عصاب
من القرطات في الآذان تبقى ... بقاء الوحي في الصم الصلاب
عراض الجاه تجزع كل وادٍ ... مكرمةً وتفتح كل باب
مضمنة كلال الركب تغني ... مكان الزاد منهم والركاب
يعني أنها يتغنى بها الركبان فتغني مكان الزاد والراحلة. قوله مضمنة كلال الركب، فسره التبريزي قال «يريد أن هذه القوافي مضمنة إزالة كلال الركب فحذف لأن المعنى المفهوم» وأحسب أن الطائي أراد أنه قد ضمنها كلال الركب نفسه لملازمتها إياه في السفر الطويل المسافة ذات الكلال، فهي له ترياق لتضمنها معناه بملازمته وشاهدنا قوله «من تحت التراقي» أي من القلب قوله تستدر بلا عصاب أي يدر لبنها كثيرًا بلا حاجة إلى عصاب بكسر العين يعصب به فخذها لتدر. والقرطات بكسر القاف وفتح الراء أو بضمهما جمع قرط بضم فسكون الوحي الكتابة أو النقش.
وقال يمدح أحمد بن أبي دؤاد:
أخذت بأعضاد العريب وقد خوت ... عيونٌ كليلاتٌ وذلت جماجم
فأضحوا لو استطاعوا لفرط محبةٍ ... لقد علقت خوفًا عليك التمائم
فمال بال وجه الشعر أغبر قاتمًا ... وأنف العلي من عطلة الشعر راغم