(حبلها) وصدى الجملتين اللتين في الصدر تجده في قوله (إذ نأتك اليوم).
في البيت الثاني خبرٌ واحدٌ عند آخره هو مشكوم من الشكم بضم الشين وهو العطية- وقد تزحزحت هل عن مبدأ البيت فجاءت قبلها (أم) وبين (هل) وبين (مشكوم) أول شيءٍ المبتدأ من كلمة واحدة وهي نكرة متبوعة بوصف من جملتين فعليتين في صدر البيت تقابلان جملتي الصدر من البيت الأول، وفعلهما ضمير الغائب ولكنه يدل على نفس الضمير الحاضر المخاطب الذي في (علمت) و (استودعت) لأن الكبير الذي بكى هو نفس المخاطب، فتأمل. وقوله (أثر الأحبة يوم البين) يقابل (إذ نأتك اليوم) وفيه معناه.
في البيت الثالث كأن الشاعر يجيب بقوله (لم أدر بالبين) عن قوله (هل؟ ) وكأنه يعتذر به عن بكاء الكبير. وبدأ الشاعر بجملة فعلية منفية، ومن قبل بدأ بهل وجمل اسمية. «لم» ومن إجابة «هل»، وقد تعلم قول أبي الطيب:
من اقتضى بسوى الهندي حاجته ... أجاب كل سؤالٍ عن هلٍ بلم
والبيت الرابع مبدوء بجملة فعلية إيجابية.
صدر البيت الثالث فيه الجملتان (لم أدر) و (حتى أزمعوا) - والصدر كلام تام آخره قوله (ظعنًا). والعجز جملة اسمية لا فعل فيه ومبدوء بقوله (كل الجمال) وقوله (قبيل الصبح) معمول لقوله مزموم لاحق به.
صدر البيت الرابع فيه جملتان فعليتان، والجمال التي في عجز البيت الثالث تقدمت ههنا إلى الصدر (رد الإماء جمال الحي) والصدر كلام تام آخره (فاحتملوا) لاحظ أن (أزمعوا) التي في البيت الثالث ليست عند عروض البيت ولكن (فاحتملوا) ههنا تقدمت حتى صارت عند عروضه، وعجز البيت جملة اسمية أولها (فكلها) وهي عبارة مردودة في الجرس والمعنى على قوله (كل الجمال) وقوله