(بالتزيديات) مقابلٌ لقوله (قبيل الصبح) ومثله مقرونٌ بالقافية التي هي الخبر، معمولٌ لها. وتأمل الراء والدال في (لم أدر)(رد الإماء) مع اللام والميم. وتأمل الحاءات في (جمال الحي فاحتملوا) مع الميم واللام وقد مرت بك من قبل التاءات في «علمت»«استودعت»(نأتك) والكافات في (هل كبير بكى ... مشكوم) وقد رووا مشتوم وفيها التاء ولكن الكاف أوقع ههنا ومشكوم عمود الرواية بلا ريب.
البيت الخامس أوله (عقلًا ورقمًا) وهي بداية اسمية رنانة وفيها معنى الفعل لمكان النصب والكلمتان متوازنتان، وفيهما استمرار لقوله بالتزيديات- كما أن فيهما نوع انتباهة إلى الوصف والتسلي بعد آهة البكاء ولوعة السؤال. وفي صدر البيت جملتان فعليتان- فهذه خمسة أبيات في صدورهن جملتان فعليتان، وهما في هذا البيت في حكم جملة واحدة، وفيهما معنى المضي ومعنى الإيجاب المخالط للنفي (تكاد الطير تخطفه) - ومع هذا التأمل الوصفي المشعر بالسلوان شيئًا ما، تجد رجعة إلى معنى اللوعة في قوله (كأنه من دم الأجواف مدموم) - وعجز البيت مع كونه جملة اسمية فيه روح من الحدث لمكان كأن.
والبيت السادس فيه فعلٌ واحد هو المبدوء به (يحملن) وبعده كلمة واحدة منصوبة وهي (أترجة) وفيها من جهة اللون والمعنى والإيقاع مقابلٌة لقوله (عقلًا ورقمًا) - وفي النصف الثاني من الصدر جملة اسمية وصف بها الأترجة وهي قوله (نضخ العبير بها).
وعجز البيت السادس مبدوءً بجملة «كأن» كعجز البيت الخامس.
وبين هذين العجزين تجاوب ومقابلة ومشابهة معنوية إيقاعية استمر بها الشاعر إلى البيت السابع والأبيات التي بعده.
قوله من دم الأجواف يعني به الدم الذي يخرج من أجواف ما يذبح من