الحيوان أراد بذلك بيان لون الحمرة. هذا ظاهر المعنى. وفي قوله:(من دم الأجواف) أيضًا نوع دلالة على حزن القلوب- كأن هذه التزيديات ذوات النقوس من العقل والرقم (وهما ضربان من الزينة) مدمومات لا بلون احمر كالدم، ولكن بدم القلوب التي قطعها البين.
وتقول العرب أن الغرب إذ رأى دبرًا أو جرحًا على سنام البعير وقع عليه فنتخ من ذلك. فقوله (تكاد الطير تخطفه) فيه إشارة إلى الغربان وشؤمها.
وقالوا:«قد دمت الجارية جيبها بالزعفران أي طلته». فالمدموم هو المطلي على هذا المعنى. وقال هدبة.
تضمخن بالجادي حتى كأنما الـ ... أنوف إذا استقبلتهن رواعف
وذلك أنه كان من زينة النساء يضعن نقطة حمراء ذات ضرب من الطيب زينة على حرف الألف. وأشار إلى هذا المعنى حبيب حيث قال:
يستفاد منه أيضًا أن صواحبات الهوادج على أنوفهن نقطٌ حمر تتقطع لها الأفئدة. ويؤكد صحة ما نذهب إليه ههنا قوله في البيت السادس:
يحملن أترجةً نضخ العبير بها
هي كالأترجة حسنًا ولونًا وطيبًا عليها نقط الطيب، يدلك على ذلك قوله نضخ بالخاء المعجمة. قال ابن الأنباري العبير أخلاط من الطيب تجمع بالزعفران. قلت فهو الجادي الذي ذكره هدبة والجساد الذي ذكره أبو تمام. قال ابن الأنباري