للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والقطران الذي يداوي به الجرب له حرٌّ واشتعال- قال الفرزدق:

يمشون في حلق الحديد كما مشت ... جرب الجمال بها الكحيل المشعل

وقال تعالى في صفة أهل النار: {سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ}.

وفي البيت بعد بعض الصدى من بيت العقل والرقم والطير التي تكاد تخطفه. وقد فسروا التدسيم بأثر الجرب.

والصرف تقوية للنصوع- أي الخالص، فخلوص نصوع اللون هو المشعر بمعنى العودة إلى معنى الرقم والعقل لخلوص لون الحمرة فيهما حتى تكاد الطير تسقط عليه لتخطفه.

وقال علقمة:

من ذكر سلمى وما ذكرى الأوان بها ... إلا السفاه وظن الغيب ترجيم

تأمل قوله «وظن الغيب ترجيم» فهو يعود به إلى قوله:

أم حبلها إذ نأتك اليوم مصروم

نعم مصروم، وظن الغيب ترجيم.

وكل قوم وإن عزوا وإن كثروا ... عريفهم بأثافي الشر مرجوم

وقد كان هو عزيزًا كثيرًا- شاهد العزة قوله:

كأس عزيز من الأعناب عتقها ... لبعض أوقاتها حانيةٌ حوم

وشاهد الكثرة أنه يقود السلهبة أمام الحي، الذين ظعن ظاعنهم ويتمنى أن تلحقه ناقة جلذية الآن بأخراهم.

والتذكر مما يتكرر في القصيدة معنى ولفظًا- حتى الظليم يتذكر:

<<  <  ج: ص:  >  >>