للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أشبع آخره وأضف "تن" هكذا:

يا نديم الصبواتي تن ... أقبل الليل فهاتي تن

فهذا في الوزن مثل:

إن صرف الدهر ثوار ... ومقر الكافر النار

ومثاله من نظم عدي بن زيد:

يا سليمى أوقدي النارا ... إن من تهوين قد حارا

رب نار بت أرمقها ... تقضم الهندي والغارا

وبها ظبي يؤجحها ... عاقد في الخصر زنادا

وأوزان المديد المعتل المستعملة هي الصنف الأول الذي مثلنا له ببيت العكوك وشعر ابن قيس وهذا الصنف الأخير من شعر عدي، والأول أكثر استعمالًا منه. وكلا الصنفين فيه نوع من ثقل يجعله ذا شبه بالبحور ذات اللون الجنسي، وسبيل الناظم فيهما أن يجزيهما مجرى الترنم. وفيهما رنة شجو وأسى، ولا عجب فقد رأيت قرابتهما القريبة بالرمل.

وليس هذا الوزن بكثير في الشعر الجاهلي، وأقدم ما جاء منه كلمة عدي وقول امرئ القيس:

رب رام من بني ثعل

وهي من مشهور ما يستشهد به، وهي ترنمية في القنص وعلى منوالها نسج أو نواس في رائيته:

أيها المنتاب عن عفره ... لست من ليلى ولا سمره

لا أذود الطير عن شجر ... قد جنيت المر من ثمره

<<  <  ج: ص:  >  >>