للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثمت انصات الشباب لها ... بعد أن جازت مدى الهرم (١)

فهي لليوم الذي بزلت ... وهي تلو الدهر في القدم (٢)

عتقت حتى لو اتصلت ... بلسان ناطق وفم

لاحتبت في القوم ماثلة ... ثم قصت قصة الأمم

قرعتها للمزاج يد ... خلقت للكأس والقلم (٣)

في ندامى سادة نجب ... أخذوا اللذات من أمم

فتمشت في مفاصلهم ... كتمشي البرء في السقم

وقد كان العكوك أحذق في رائيته من أبي نواس، إذ جاء فيها بالرقة التي تصلح لهذا البحر ويصلح لها، وذلك قوله:

زاد ورد الغي عن صدره ... وارعوى واللهو من وطره

ندمي أن الشباب مضى ... لم أبلغه مدى أشره

حسرت عني بشاشته ... وانقضى المأمول من ثمره

دع جدا قحطان أو مضر ... في يمانيه وفي مضره

وامتدح من وائل رجلا ... عصر الآفاق من عصره

المنايا في أنامله ... والعطايا في ذرا حجره

ملك عز الشبيه له ... أمنت عدنان في ثغره

إنما الدنيا أبو دلف ... بين باديه إلى حضره

فإذا ولى أبو دلف ... ولت الدنيا على أثره


(١) انصات: استقام.
(٢) بزلت: فض عنها ختامها.
(٣) هكذا روى ابن قتيبة: قرعتها بالقاف واحسبه تصحيفا صوابه "فرعتها" بالفاء، لأنه يلائم معنى البكر الذي ذكره، ويجوز "قربتها" بالقاف والباء لا العين المهملة. ويمكن التأويل فيما جاءت به الرواية من القاف والعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>