حلت ركاب البغي من وائل ... في رهط جساس ثقال الوسوق
تجد فيها مزيجًا من الأسى والتحرق يصحب ذلك خطاب متمهل له رنة كرنة الطبول وهي تدوي من بعيد. وخذ قول البحترى (١):
بات نديمًا لي حتى الصباح ... أغيد مجدول مكان الوشاح
كأنما يبسم عن لؤلؤ ... منظم أو برد أو أقاح
ألا تجد فيه ما نزعمه من غلبة الرزانة والتمهل على هذا الوزن؟ أم لا تحس بأن الشاعر هنا كأنه يجتر لذة ليلته الماضية كما تجتر البقر علفًا أكلته منذ ساعات؟
وبطء السريع الأول هذا يوشك أن يجعله من قبيل النثر لولا انتظام وزنه والشبه بينه وبين الأسجاع المطولة قريب جدًا. وبحسبك أن توازن بينه وبين أسجاع الكهان نحو قول سطيح:"عبد المسيح، على جمل مشيح، إلى سطيح، وقد أوفى على الضريح" ونحو قول شق: "أقسم برب الحرتين من حنش، لتهبطن أرضكم الحبش" لترى مصداق ذلك.
وقرب السريع من السجع نزل به عن مرتبة الأوزان القصار من حيث