للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مجاور الفورة أو دونها ... غير بعيد عن غمير اللصوص (١)

تجنى لك الكمأة ربعية ... بالخب تندى في أصول القصيص (٢)

تقنصك الخيل وتصطادك الطير ولا تنكع لهو القنيص (٣)

إلخ .. إلخ

تجدها توضح لك جانبًا مما ذكرناه من بطء السريع الأول. هذه القصيدة معظمها في وصف الصيد والقنص. ولكن عديًا كان في سجن النعمان حينما بعث بها إلى صديقه عبد هند، يعاتبه على إهماله له ويذكره بأيام الوداد التي خلت. ونغمها يحمل إليك وأنت تقرؤها صورة السجين وهو في حال بائسة من رسفان في القيد، وصبر على الأذى، وتعلل بالذكريات السحيقة مع بصيص من الأمل في النجاة، صورة أنسب شيء لها النغم البطيء الثقيل.

وانظر في سينية حبيب التي ذكرنا لك منها طرفًا في باب الكلام عن قافية السين (٤)

جرت له أسماء حبل الشموس ... والهجر والوصل نعيم وبوس

(وهي في وصف الخيل) تجدها لا تعطيك صورة حصان منطلق محضر، ولكن صورة طرف بارع يناقل ويدور ليريك كل محاسن جسده أو جلها، وهذه حركة بطيئة بلا ريب. خذ قوله مثلًا (٥):


(١) سواد الخصوص: موضع.
(٢) الفورة وغمير اللصوص: موضعان.
(٣) ربعية: في الربيع، الخب: الوادي، القصيص: الشجر.
(٤) تنكع: تمنع.
(٥) ديوانه ١٣٣ - ١٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>