مكبوبةً لوجهها والمنخر ... والشيخ قد مال بغرب مجزر
ثم اشتوى من أحمرٍ وأصفر ... منها ومقدور وما لم يقدر
وقد لاحظت الفكاهة أن الضبع والشيخ كليهما على ملة الإسلام، هي على خبثها تحلف بالمرسل الأمين عليه الصلاة والسلام وهو على إسلامه وحلفه بالبر لا يبالي أن يشتوي منها وهي سبعه يفعل ذلك انتقامًا. وقد تعلم أن البحتري اشتوى ذئبه في الدالية التي تبدى بها. وإنما سقنا هذه الأبيات، وإن كان زمانها متأخرًا عن الجاهلية لما في أسلوبها من الدلالة على شعر القصص المنظوم للفكاهة والعبرة ونحو ذلك. وفي الجزء الأول من سيرة ابن هشام قصص منظوم كثير وكذلك في تاريخ الطبري.