للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبالأماني فعلليني ... لأطعنن ملتقى الوتين

منك وأشفي الهم من دفيني ... فصدقيني أو فكذبيني

أو اتركي حقي وما يليني ... إذن فشلت عندها يميني

تعرفي ذلك باليقين ... قالت أبالقتل لنا تهدد

وأنت شيخٌ مهترٌ مفند ... قولك بالجبن عليك يشهد

منك وأنت كالذي قد أعهد ... قال لها فأبشري وأبشري

إذا تجردت لشأني فاصبري ... أنت زعمت قد أمنت منكري

أحلف بالله العلي الأكبر ... يمين ذي بر به لم يكفر

لأخضبن منك ضب المنخر ... برمية من نازع مذكر

أو تتركين أحمري وبقري

النازع هو ذو النزع الشديد حين يجذب القوس ويرمي.

فأقبلت للقدر المقدر ... فأصبحت في الشرك المزعفر

مكبوبةً لوجهها والمنخر ... والشيخ قد مال بغرب مجزر

ثم اشتوى من أحمرٍ وأصفر ... منها ومقدور وما لم يقدر

وقد لاحظت الفكاهة أن الضبع والشيخ كليهما على ملة الإسلام، هي على خبثها تحلف بالمرسل الأمين عليه الصلاة والسلام وهو على إسلامه وحلفه بالبر لا يبالي أن يشتوي منها وهي سبعه يفعل ذلك انتقامًا. وقد تعلم أن البحتري اشتوى ذئبه في الدالية التي تبدى بها. وإنما سقنا هذه الأبيات، وإن كان زمانها متأخرًا عن الجاهلية لما في أسلوبها من الدلالة على شعر القصص المنظوم للفكاهة والعبرة ونحو ذلك. وفي الجزء الأول من سيرة ابن هشام قصص منظوم كثير وكذلك في تاريخ الطبري.

<<  <  ج: ص:  >  >>