للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتكلف له من شعر التعليم، أو ما لا تناط به المنزلة السامية كما يقصد به التسلي من أغاني الحركة والنشاط وخرافات الجن وما ينظم على ألسن الحيوان ولتلهية الصغار وغيرهم ومن هذا النوع أمثال كثيرة جاء بها الجاحظ في حيوانه منها أبيات من رواية أبي زياد الكلابي (انظر الحيوان ج ٦ ص ٤٤٣) عن أعرابي أكلت الضبع شاة له، فقال:

ما أنا يا جعار من خطابك

أي لست بجنازة مقتول تركبينها يا خبيثة وجعار بكسر الراء من أسماء الضبع.

علي دق العصل من أنيابك ... علي جذا جحرك لا أهابك

ثم قال الأعرابي:

ما صنعت شاتي التي أكلت ... ملأت منها البطن ثم جلت

وخنتني وبئس ما فعلت ... قالت له لا زلت تلقي الهما

وأرسل الله عليك الحمى ... لقد رأيت رجلًا معتمًا

قال لها كذبت يا خباث ... قد طالما أمسيت في اكتراث

أي في فعل الكوارث:

أكلت شاة صبيةٍ غراث

قالت له والقول ذو شجون ... أسهبت في قولك كالمجنون

أما ورب المرسل الأمين ... لأفجعن بعيرك السمين

أي لأكلن حمارك السمين:

وأمه وجحشه القرين ... حتى تكون عقلة العيون

قال لها ويحك حذريني ... واجتهدي الجهد وواعديني

<<  <  ج: ص:  >  >>