سِحْرٌ مُبِينٌ} [هود] وقال لبيد بن ربيعة في معلقته يذكر هذه الناقة واسمها البلية:
تأوي إلى الإطناب كل رذيةٍ ... مثل البلية قالصٍ أهدامها
يصف المرأة البائسة يشبهها بالبلية:
وفي معلقة طرفة وصف للناقة كأنه تشريح لها. وذلك أنه وصفها في حال مرعاها حين تربعت القفين وفي حال انخرطها في الصحراء ثم في حال انهيارها بعد الضمور والكلال. وقد وصف علقمة رذايا الإبل حيث قال:
بها جيف الحسرة فأما عظامها ... فبيضٌ وأما جلدها فصليب
وكأن طرفة في نحو قوله:
وطي محالٍ كالحني خلوفه ... واجرنةٌ لزت بدأيٍ منضد
الخلوف الضلوع والاجرنة جمع جران بكسير الجيم وهو العنق والدأي بسكون الهمزة جمع دأية وهي فقار الظهر والعنق.
ومحو قوله:
وجمجمة مثل العلاة كأنما ... وعى الملتقى منها إلى حرف مبرد
وعجز قوله:
وعينان كالماويتين استكنتا ... بكهفي حجاجي صخرةٍ قلت مورد
كل هذا الوصف التشريحي بعد نعت السمن في المرعى والحركة والنشاط في الرحلة إنما عني به بليته التي ستوقف عند قبره- وهذا يناسب حديثه عن الموت الذي مر، كما يناسب عقره للناقة الكوماء في آخر القصيدة، وكأنها أيضًا هي المرادة لتكون بليته، ولكنه بحكم مبادرته لذاته قبل موته أو كما قال:
كريمٌ يروي نفسه في حياته ... ستعلم إن متنا غدًا أينا الصدى