للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الغزل، وله مذهب من الصبابة يوازن الموازنون بينه وبين مذهب عمر، يكثر من أساليب الحوار في عذرياته العاطفيات، من ذلك قوله:

يقولون جاهد يا جميل بغزوةٍ ... وأي جهاد غيرهن أريد

لكل حديثٍ بينهن بشاشةٌ ... وكل قتيلٍ بينهن شهيد

إذا قلت ما بي يا بثينة قاتلي ... من الحب قالت ثابت ويزيد

وإن قلت ردي بعض عقلي أعش به ... بثينة قالت ذاك منك بعيد

وقوله:

ولرب عارضةٍ علينا وصلها ... بالجد تمزجه بقول الهازل

فأجبتها في الحب بعد تستر ... حبي بثينة عن وصالك شاغلي

لو كان في قلبي كقدر قلامةٍ ... فضلًا لزرتك أو أتتك رسائلي

هذا وقد سبقت منا الإشارة إلى شعر الفرزدق الذي يسخر فيه من مذاهب الشعراء في مغامرات الغرام والرائية التي أولها:

ألا من لشوقٍ أنت بالليل ذاكره

فذة في بابها وقد ذكرنا منها قطعة صالحة في باب حديثنا عن البحر الطويل في الجزء الأول.

وقد جاء بلون من مذهبه هذا في الفائية.

عزفت بأشاش وما كدت تعزف ... وأنكرت من حدراء ما كنت تعرف

أو لعل هذه الفائية أسبق. وقد زعم فيها أن المحبوبة محجوبة في قصر دونه الحراس بأيديهم الرماح والسيوف والدرق وعندهم كلابٌ ضاريات- وما أحسبه كذب من

<<  <  ج: ص:  >  >>