للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله وللخيل أيام أحسب أن أبا الطيب المتنبي قد نظر إليه في أبياته المشهورة.

وما الخيل إلا كالصديق قليلة ... وإن كثرت في عين من لا يجرب

إذا لم تشاهد غير حسن شياتها ... وأعضائها فالحسن عنك مغيب

أما قوله الظراب بكسر الظاء المعجمة فيعني الصخور الناتئات المرتفعات وأحسب أن الزمخشري سجع في أساسه فقال: نحن طراب وأنتم ظراب وأخذه والله أعلم- من قول أبي الطيب:

أصخرة أنا مالي لا تحركني ... هذي المدام ولا هذي الأغاريد

طراب الأولى بالمهملة والثانية بالمعجمة أختها.

وقال آخر وأحسبه ساعدة بن جؤية يصف الضبع وبعض ما ذكره فيه وصف الإبل وفيه وصف حال الموت ومخالط ذلك ما كنا قدمناه من معاني الحكمة:

وما يغني امرأً ولد أجمت ... منيته ولا مالٌ أثيل

أجمت منيته أي دنا موته ويجوز أن تمون الجملة وصفًا «امرأ» وهو الوجه الواضح المعنى غير أن فيه التقديم والتأخير حيث فصل بالولد بين الصفة والموصوف ويجوز أن تكون الجملة وصفًا للولد، أي الولد فانٍ والمال متروك وإن كثر كما سيأتي؛ لأن صاحب المال يموت:

ولو أمست له أدمٌ صفايا ... تقرقر في طوائفها الفحول

وههنا أوصاف جيدة لهجمات الإبل.

مصعدة حواركها تراها ... إذا تمشي يضيق بها المسيل

الحارك موضع منحدر ما بين السنام إلى العنق.

<<  <  ج: ص:  >  >>