للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورد عراض الساعدين حديد الناب بني ضراغم غثر

يصطاد أحدان الرجال فما ... تنفك أجريه على ذخر

والستر دون الفاحشات ولا ... يلقاك دون الخير من ستر (١)

وهذا بيت القصيد غير مدافع لما فيه من اليسر والسهولة ولما فارق فيه زهير طريقته الفخمة:

أثني عليك بما علمت وما ... سلفت في النجدات والذكر

لو كنت من شيء سوى بشر ... كنت المنور ليلة البدر

وهذا البيت الأخير ليس له (٢).

فهذه قصيدة زهير كاملة. وقبل أن أذكر لك شيئًا عن رائية المسيب بن علس، أريدك لتقرأ معي هذه الأبيات من مدحة أخرى لزهير في هرم، لترى فرق ما بين أسلوبيه في البسيط الذي يلائمه كلامه الفخم، والكامل المضمر الذي لا يلائمه. قال:


(١) قوله على محافظة الجلى، يعني المحافظة في الجلى، حدب: أي عطوف. قوله غير ملعن القدر: أي يمدح الناس قدره لاتساعها وخصبها. قوله: حوب، يعني الإثم. الظنون بفتح الظاء: الضعيف السيء الظن قوله فلأنت تفري، يعني: أنك بدأت شيئًا تممته. والفري: هو شق الجلد لصناعته. والخلق تقديره وتخطيطه قبل الشق. قوله "أبي أجر" يعني "أبي شبال". يصطاد أحدان إلخ: يعين يعترض السبيل لا يمر به أحد إلا قتله، وهذا كقول المتنخل:
أحمى الصريمة أحدان الرجال له ... صيد، ومجترئ بالليل هماس
وأحدان الرجال شجعانهم.
(٢) هذا البيت مروي للمسيب بن علس، ومن عجيب الأمر أن ابن قتيبة نسب إلى خلف الأحمر أنه فضل زهيرًا بهذا البيت على ابنه كعب (الشعر والشعراء ٨٨) ثم إن بن قتيبة نفسه روى هذا البيت في ترجمة المسيب وعده من محاسنه (نفسه ١٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>