للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بل اذكرن خير قيس كلها حسبا ... وخيرها نائلا وخيرها خلقا

- وازن بين هذا وبين قوله: "دع ذا، البيت"-

القائد الخيل منكوبًا دوابرها ... قدأ حكمت حكمات القد والأبقا

غزت سمانا فآبت ضمرًا خدجا ... من بعد ما جنبوها بدنا عققا

حتى يؤوب بها عوجًا معطلة ... تشكو الدوابر والأنساء والصفقا

يطلب أو امرأين قدما حسنًا ... نالا الملوك وبذا هذه السوقا

هو الجواد فان يلحق بشأوهما ... على تكاليفه فمثله لحقا

أو يسبقاه على ما كان من مهل ... فمثل ما قدما من صالح سبقا

أغر أبيض فياض يفكك عن ... أيدي العناة وعن أعناقها الربقا

وذاك أحزمهم رأيا إذا نبأ ... من الحوادث غادى الناس أو طرقا

وليس مانع ذي قربى وذي رحم ... يومًا ولا معدمًا من خابط ورقا

إن تلق يومًا على علاته هرمًا ... تلق السماحة منه والندى خلقا

ليث بعشر يصطاد الرجال إذا ... ما كذب الليث عن أقرانه صدقا

يطعنهم ما ارتموا حتى إذا اطعنوا ... ضارب حتى إذا ما ضاربوا اعتنقا

هذا وليس كمن يعيا بخطته ... وسط الندي إذا ما ناطق نطقا (١)


(١) محتارات الشعر الجاهلي ٢٨٧ - قوله منكوبا دوابرها: مقروحة حوافرها. أحكمت إلخ جعلت لها حكمات، وهي كالأزمة واحدتها حكمة، مصنوعة من القد وهو الجلد، ومن الأبق وهو ضرب من القنب بدنا عققا، يعني أن هذه الخيل خرجت إلى الغزو سمانا وبعضها حبالى. والعقوق: الحبلى من الخيل، وعادت ضامرات مهزولات بعد الغزو. وقد نظر أبو ذؤيب الهذلي إلى معنى زهير هذا في عينيته فأخذه وأساء الأخذ وذلك قوله في الفرس: "فهي تثوخ فيها الأصبع - (المفضليات) " وهذا من أردأ ما قيل في وصف الخيل المحاربة. قوله على ما كان من مهل، يعني على ما كان من طول تجاربهما وتقدمهما في مكارم الأخلاق، والمهل تأتي بمعنى التجربة، وقوله: ولا معدمًا من خابط إلخ، يعني: ولا مخيبا رجاء مستجد يطلب نواله ومن زائدة للاستغراق، وكنى بخبط الورق عن السؤال والاستجداء.

<<  <  ج: ص:  >  >>