فيه أي في المركب اعتلى لها أي للجنوب. مهجر أي في وقت الهاجر وذلك ارتفاع النهار. والمراد صفة العقاب هنا بالتهجير لا المركب بذلك، ولكن بأن شراعيه كجناحي عقاب مرتفع في أنصاف الهاجرة.
إذا ما انكفا في هبوة الماء خلته ... تلفع في أثناء برد محبر
أخذ هذا من نعت امرئ القيس ثبيراً حيث شبهة بكبير أناس مزمل في بجاد.
وحولك ركابون للهول عاقروا ... كئوس الردى من دارعين وحسر
تميل المنايا حيث مالت أكفهم ... إذا أصلتوا حد الحديد المذكر
إذا رشقوا بالنار لم يك رشقهم ... ليقلع إلا عن شواءٍ مقتر
أي له قتار بضم القاف والقتار رائحة الشواء وهنا نظرة خاطفة من البحتري إلى رائيه أبي تمام في الأفشين.
صدمت بهم صهب العثانين دونهم ... ضراب كإيقاد اللظى المتسعر
يسوقون اسطولا كأن سفينة ... سحائب صيف من جهام وممطر
وذلك أن سحائب الصيف قطع بيض وألوان بين ذلك والسواد، وهكذا قطع الأسطول بقلوعهن البيض وأخشابهن مقيرات.
كأن ضجيج البحر بين رماحهم ... إذا اشتجرت ترجيع عود مجرجر
هذا البيت جيد في مذاهب النعت، وذلك أن من عادة الشعراء أن يجعلوا زمجرة الحرب وضجيجها أعلى من كل صوت وضجيج. والبحتري ههنا يجعل زمجرة البحر هي أعلى، وهو الفحل القطم المجرجر، والسفائن كنوق. عود بفتح فسكون.