للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن تفانت أو توانت عترته ... يا حبذا نضاره ونضرته

وحبذا مغناته ونصرته ... كم آمر به استتبت إمرته

ومترف لولاه دامت حسرته ... وجيش هم هزمته كرته

وبدر تم أنزلته بدرته ... ومستشيط تتلظى جمرته

أسر نجواه فلانت شرته ... وكم أسير أسلمته أسرته

أنقذه حتى صفت مسرته ... وحق مولى أبدعته فطرته

لولا التقى لقلت جلت قدرته

ولا يخفى أن الوصف في هذه الأرجوزة معه الخطابة ذات اللون المسرحي الذي هو من طبيعة فن المقامة. ثم يقول الحريري في ذم الدينار على لسان سروجيه أيضًا:

تبًّا له من خادع مماذق ... أصفر ذي وجهين كالمنافق

يبدو بوصفين لعين الرامق ... زينة معشوق ولون عاشق

وحبه عند ذوي الحقائق ... يدعو إلى ارتكاب سخط الخالق

لولاه لم تقطع يمين سارق ... ولا بدت مظلمةٌ من فاسق

ولا اشمأز باخل من طارق ... ولا شكا الممطول مطل العائق

ولا استعيذ من حسود راشق ... وشر ما فيه من الخلائق

أن ليس يغنى عنك في المضايق ... إلا إذا فر فرار الآبق

واهًا لمن يقذفه من حالق ... ومن إذا ناجاه نجوى الوامق

قال له قول المحب الصادق ... لا رأى في وصلك لي ففارق

ومن الوصف المولد المعتمد على زخرفة اللفظ دون المعنى قول ابن الرومي في النرجس (من الكامل الأحذ المضمر):

يا نرجس الدنيا ترى أبدًا ... للافتراح ودائم النحب

ذهب العيون إذا مثلن لنا ... در الجفون زبرجد القضب

<<  <  ج: ص:  >  >>