للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد يحدث في عجز المنسرح تغيير إذا جاءت القافية من طراز "تاتا" أو "توتو" أو "تي تي"، كما في قول المتنبي (١):

شامية طالما لهوت بها ... تبصر في ناظري محياها

فقبلت ناظري تغالطني ... وإنما قبلت به فاها

حيث التقى خدها وتفاح لبنان وثغري على حمياها

والمنسرح من البحور التي يكثر فيها التنويع والتغيير والتحوير، فيجيء صدره أحيانا: "مفتعلن فاعلون مفتعلن"، وأحيانا: "مستفعلن مفعولون مفتعلن"، وأيحانا "مفتعلن فاعلون مستفعلن"، والأول هو العمدة (٢). والأنواع الأخرى تجيء في الشعر، وقد يعيبها من ليس له بصر بأوزانه، كأن تقول:

يارب كأس صرف معتقة ... ترد سالي الهوى إلى شجنه

وهذه بعد، تفاصيل تجدها كاملة في كتب العروض.

وأما الخفيف فوزنه: "فاعلاتن مستفعلاتن فعولن" مرتين. ومثله من الكلمات:

كاتبات مستبصرات حسان ... فاتنات مستعبدات قلوبا

ناظرات نا ناظرات عيون ... عانسات لا آنسان، فعولو

يا صديقي لا يا صديقي أجبني ... يا حبيبي يا يا حبيب الفؤاد


(١) ديوانه ٥٥٢.
(٢) زعم شارح ديوان بشار (ص ٦٣) أن لبشار نوعًا انفرد به من المنسرح. وليس في كلام المعلقين على حواشيه ما يدل على أنهم لم يسلموا له هذا الزعم. ومنسرح بشار جار على الوزن العمدة. إذ الوزن الطويل من المنسرح: "مستفعلن مفعولات مستفعلن أو مفتعلن" قليل في الاستعمال.

<<  <  ج: ص:  >  >>