للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا الوزن يدخله التحوير والتغيير فيصير:

فعلاتن مستفعلاتن فعولن ... فاعلاتن متفعلاتن فعولن

ملكات مستحكمات علينا ... مالكات مهذبات حسان

وأحيانا يقصر آخر جزء من عجز البيت هكذا:

فاعلاتن مستفعلاتن فعولن ... فاعلاتن مستفعلاتن فاعي (١)

وكأنك قد قلت مترنما: فأاعي مع تسهيل الهمزة الأولى.

تن فعلون تن تن فعولن فعولن ... فاعلاتن تن تن فعولن عولو

ناضرات مستبشرات ضحوك ... فاتنات في البيت هر يجري

وموضع الترنم عند الباء من يجري ههنا.

ومثال كل هذا من النظم قول بشار (٢):

حييا صاحبي أم العلاء ... واحذرا طرف عينها الحوراء


(١) هذا النوع من التغيير في بحر الخفيف يسميه العروضيون تشعيثا. وما أحسب أنهم سموه كذلك إلا لأنه يفسد عليهم ما فرضوه من عدم جواز الزحاف في الأوتاد - وهذا التغيير كما لا يخفى زحاف في الوتد "فاعلاتن" إذ وزن الخفيف عند العروضيين:
فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن ×٢
وهذا الوزن عندي لا يمثل نغم البحر تمثيلا صحيحا، وما ذكرته لك "فاعلاتن مستفعلاتن فعولن" ×٢ - أشبه - لأن الخفيف إذا تأملته بحر منتزع من المتقارب، ووزنه: "فافعلون فعلن فعولن فعولن"×٢. فليس فيه شيء مفارق للمتقارب إلا "فعلن"، وبضمك "فعلن" إلى "فعولن" تحصل على مستفعلاتن و"فعلن قريبة من المتقارب لأنها خبب وصيغتها الأصلية "فاعلن"، وقد جاء ابن الرقبات بها في بيت من الخفيف وهو قوله:
أقفرت من آل عبد شمس كداء ... فكدي فالركمن فالبطحان
(٢) ديوانه ١٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>