أسقمت ليلة الثلاثاء قلبي ... وتصدت في السبت لي لشقائي
وغداة الخميس قد فارقتني ... ثم راحت في الحلة الحمراء
والبيتان الأول والرابع من هذه الأبيات فيهما تقصير الجزء الأخير وتصييره إلى "عولو" بدل "فعلولو" - الحور أعي. الحمر آءي
والتغييرات التي تحدث في عمود وزن الخفيف كثيرة. فبعضها حسن وبعضها مستقبح. فلو جاء شاعر في قصيدة لامية خفيفة من طراز قول المتنبي:
ذي المعالي فليعلون من تعالى ... هكذا هكذا وإلا فلا لا
بقوله:
ليس منا قط الرضا بالدنية ... ولكن نقارع الأبطالا
كان هذا بيتًا جيدًا. ويشبهه أن تجيء في قصيدة قافية بقولك:
تبلتك ولم تكن تعرف الحب ... فذق ما يذوقه العشاق
وهذا أقل اضطرابًا من الأول. ويحتمل نحو:
الملوك من حمير وبني الأصفر ... بادوا وهل يدوم نعيم
هذا وقد قدمت لك أن كلا البحرين الخفيف والمنسرح، حقهما أن يذكرا مع أنواع الأحذ والسريع. ذلك بأن نغمهما كالمتمم لأنغام أولئك. خذ المنسرح وامتحن نغمته بالنسبة إلى السريع والأحذ، وافعل مثل ذلك بالخفيف. تجد أنه بينما ينحو الأخذ منحى الحوار والهمس، والسريع منحى الخطابة المسجعة والنثر، يجنح المنسرح صوب الرقص والتغني، والخفيف صوب الفخامة. ولهذا القول تفصيل سأوضحه لك: