وقول أبي الطيب الذي هذا من مقال أندرو مارفيل يشبهه هو:
يقول بشعب بوان حصاني ... أعن هذا يسار إلى الطعان
أبوكم آدم سن المعاصي ... وعلمكم مفارقة الجنان
ههنا عند أبي الطيب الإيجاز وإصابة كبد المعنى والحكمة والتأمل، كل أولئك معًا، المعنى الذي عند الشاعرين كليهما إنساني قديم وثيق الارتباط بالتوراة والإنجيل والزبور والقرآن جميعًا، فادعاء أن يكون شاعر نصراني أخذه من مسلم أو العكس، من حيث هو معنى، أمر لا نقول به، ولكن قوة الشبه في طريقة الأداء، بحيث يبدو كلام مارفيل كأنما هو بسط وشرح، لا لقضية خروج آدم من الجنة وهو المعنى الديني، ولكن لبيتي أبي الطيب هذين والمعنى المتضمن فيهما. ولكأنه قد اطلع عليها في قوة عبارتهما وإيجازها وما تضمنته من الحكمة ومن روح التأمل الساخر، فعمد إلى بسط ذلك والافتنان في تفسيره. تأمل قوله:
After a place so pure and sweet
What other help could yet be meet?
وترجمناه بقولنا:
وبعد هذا المكان الحلو الصاف
ماذا يراد أن يلفى من إسعاف؟
والمكان الحلو الصاف هو الجنة. والسؤال الذي سأله مارفيل، مع الصفة التي وصف به الجنة هو عين سؤال أبي الطيب الذي افتن فيه فجعله على لسان حصانه حيث قال: