للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعصر في فمي منها النبيذ

وضروب من الدراق مع الخوخ العجب

تمد بأنفسها إلى يدي من كثب

هذا شديد الشبه جدًّا يقول أبي الطيب:

لها ثمر تشير إليك منه ... بأشربةٍ وقفن بلا أواني

كلام أبي الطيب مصور بارع التصوير، قوي العبارة، موجز، أخاذ، مذهل، إن يك الشاعر مارفيل قد أصاب ذرء ترجمة منه -أو اطلع عليه إن كان له علم بالعربية (وليس ذلك مما نستبعده) - فقد أخذ كلامه منه. قوة الشبه ههنا أبعد غورًا من مجرد توافق الخواطر.

وأعدت قراءة حديقة مارفيل -فلفت نظري معنى آخر، وهو أيضًا عند أبي الطيب في هذه النونية- معنى فراق آدم للجنة، وقد جعله مارفيل بسبب المرأة حيث قال في القسم الذي قبل خاتمة منظومته وهو الثامن:

هكذا كانت حال تلك الجنة من بهجة

إذ كان آدم يهيم فيها بلا زوجة

وبعد هذا المكان الحلو الصاف

ماذا يراد أن يلفي من إسعاف

كلف فوق وسعه ابن آدم الضعيف

أن يكون وحده ثم يطيف

وإذن لأصاب جنتين في جنة

لو بقي في الفردوس بلا كنة

<<  <  ج: ص:  >  >>