أيضًا ونورد أبيات المتنبي في نعت الأسد حتى تسهل على القارئ الكريم الموازنة:
أمعفر الليث الهزبر بسوطه ... لمن ادخرت الصارم المقولا
وقعت على الأردن منه بلية ... نضدت لها هام الرفاق تلولا
ورد إذا ورد البحيرة شاربا ... ورد الفرات زئيره والنيلا
متخضبٌ بدم الفوارس لابس ... من غيله في لبدتيه غيلا
ما قوبلت عيناه إلا ظنتا ... تحت الدجى نار الفريق حلولا
في وحدة الرهبان إلإ أنه ... لا يعرف التحريم والتحليلا
يطأ الثرى مترفقا من تيهه ... فكأنه آس يجس عليلا
وتظنه مما يزمجر نفسه ... عنها لشدة غيظه مشعولا
قصرت مخافته الخطا فكأنما ... ركب الكمي جواده مشكولا
ألقى فريسته وبربر دونها ... وقربت قربا خاله تطفيلا
فتشابه الخلقان في أقدامه ... وتخالفا في بذلك المأكولا
أسدٌ يرى عضويه فيك كليهما ... متنًا أزل وساعدًا مفتولا
في سرج ظامئة الفصوص طمرة ... يأبى تفردها لها التمثيلا
نيالة الطلبات لولا أنها ... تعطى مكان لجامها مانيلا
تندى سوالفها إذا استحضرتها ... ويظن عقد عنانها محلولا
ما زال يجمع نفسه في زوره ... حتى حسبت العرض منه الطولا
ويدق بالصدر الحجار كأنه ... يبغى إلى ما في الحضيض سبيلا
وكأنه غرته عينٌ فادني ... لا يبصر العدد الكثير قليلا
والعار مضاض وليس بخائف ... من حتفه من خاف مما قيلا
سبق التقاءكه بوثية هاجم ... لو لم تصادمه لجازك ميلا
خذلته قوته وقد كافحته ... فاستنصر التسليم والتجديلا
قبضت منيته يديه وعنقه ... فكأنما صادفته مغلولا