الطيب. ولذلك نسبه إلى أمه، هي اللبوة أخت الأسد الموصوفة مثله بالبسالة.
وهذا قول أبي الطيب:
سمع ابن عمته به وبحاله ... فنجا يهرول أمس منك مهولا
وقد قتلت الأسد حقًّا جراءته لا قوة أعدائه. وقد خذلته قوته. وقول أبي الطيب «فكأنما صادفته مغلولا» كأن فيه نبأة بأن ضرب بدر بن عمار للأسد بسوطه إنما كان بعد أن تلقته الحراب ساعة التقاءتها له. فغلته في مكانه حتى أهمده النزيف.
وكأن بليك قد تزندق بإشعارنا بنوع ميلٍ من جانبه هو إلى جانب التيقر في قوله:
هل سواك من سوى الحمل فرتع؟
وهل حسب بليك في زندقته أن ابن مريم عليه السلام (إن يك في تكبيره لام الكلمة الدالة على الحمل Lamb رمزٌ ما إليه) ابن عمة لتيقره الإلهي؟
وفي القسم الأخير أعاد بليك الترنم بالعينين وبغابات الظلام وبالنار وبعد أن كان في القسم الأول يتساءل بإنكار هل يستطيع بصر او ساعد فوق مقدرة البشر أن يهيئ توازن هذا التيقر المخيف، أقر بأن ساعدًا وبصرًا فوق مقدرة البشر قد جسر ففعل ذلك -إذ سؤاله أيها جسر ففعل، كأنما هو تقرير لا إنكار.
أما أنا فأحس في جميع هذا صدى من كلام أبي الطيب. المعاني الرئيسية عند أبي الطيب هي ههنا عند بليك، الجراءة، الجبن، العينان، النار، الساعد الرهيب، المشية المترفقة، التوازن الرهيب، الزمجرة، الوجيب، نيل الطلبات البعيدة، الخوف، الرحمة، التفضيل الخفي للأسد على الممدوح (هنا عند بليك التفضيل الخفي للتيقر على الحمل). يبقى بعد السؤال عن الوسيلة التي اطلع بها