للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كالبدر طلق حلو شمائله ... لا البخل أزرى به ولا الحصر

من معشر ليس في نصابهم ... ضعف ولا في عيدانهم خور

فهي من صميم ما قدمناه، إذ فيها شتم ظاهر للدخللين من بني حنظلة الذين فروا عن شرحبيل بن الحارث عم امريء القيس يوم الكلاب، ومحد العوير فيه مبالغة في سبهم والزراية عليهم - وأظن القاريء لم يفته هنا موضع قوله: "ولا است عير يحكمها ثفر".

ولعله يحسن أن يوازن بين هذه الكلمة وأخرى قالها امرؤ القيس في هذا الغرض بعينه (إلا مدح العوير) من رثاء عمه وهجو بني حنظلة (١):

بلغ ولا تترك بني ابنة منقر ... وفقرهم إني أفقر خابرا (٢)

وأبلغ بني زيد إذا ما لقيتهم ... وأبلغ بني لبنى وأبلغ تماضرا

أليس ابنكم أم ليس وسط بيوتكم ... بني دارم أم ليس جارًا مجاورا؟ (٣)

ألم تك آلاء توالت وأنعم ... له فيكم يا شر من حل غائرا (٤)

ومن حل في نجد ومن حل مخيفًا ... يسوف آناء العشي البرائرا (٥)

أحنظل إذ لم تشكروا وغدرتم ... فكونوا إماء ينتسجن المعاصرا (٦)

أحنظل لو كنتم كرامًا صبرتم ... حياء ولا تلقى التميمي صابرا


(١) نفسه ٤٣٥ - ١ - ٥.
(٢) فقرهم: فصلهم وبينهم وخصصهم.
(٣) الضمير يعود على شرحبيل.
(٤) غائرًا: في الغور.
(٥) مخيفًا: في خيف منى وأصل الخيف جانب الجبل المداني السفح. والبرائر: ثمار الأراك. ويسوفها: يشمها.
(٦) المعاصر: ضرب من ثياب الأعراب.

<<  <  ج: ص:  >  >>