هذا- ومن ضرب، هؤلاء يروون فضائل علي وأبي بكر رضي الله عنهما يكونان اثنين يتواطئان على ذلك قال الثعالبي فلا يفوتهما درهم الناصبي والشيعي. قرمط، كتب التعاويذ بالجليل والدقيق من الخط، سرمط، كتب. هكذا فحوى تفسير الثعالبي والظاهران القرمطة والسرمطة والتخطيط كل ذلك ضروب من عمل أهل الشعوذة. والذي يحنن كفيه أي يبدو كأهل النسك والتصوف وفمه مجلو كالطست ومحلوق الشارب وما حول الشفتين كالحر المنتوف وهذه هي عين الصورة التي تهكم بها أبو الطيب حيث قال:
أغاية الدين أن تحفوا شواربكم ... يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
ولا يزال نحو هذا المذهب هو الغالب على كثير من الناس.
ومنا كل أسطيل ... نقي الذهن والفكر
وحرفها مرغليوث في أخبار أبي العلاء فكتب ليصعد الإصطبل بالباء الموحدة التحتية وافتعل لذلك أصلًا في اليونانية وتبعه بعض فضلاء المعاصرين العرب وقد نبهنا على ذلك في أحد هوامش الجزء الثاني ولا يعذر هؤلاء أن ناسخًا أثبت نقطة واحدة مثلًا، فلو عرى بالماء لعلم أن المراد الإسطيل ولأن الناسخ قد يهم فيضع واحدة وهو يظن أن وضع نقطتين كثر التنبيه في الكتب بقولهم المثناة والموحدة.
ومن ههنا تشتد سخرية أبي دلف. وقد أنف أبو العلاء أن يعده البغداديون إسطيلًا نقي الذهن والفكر فأعرض عن لقاء الربعي ثم ترك بغداد وقال:
رحلت لم أبغ قرواشا أزاوله ... ولا المقلد أبغي الرزق تقويتا
والموت أجمل بالنفس التي ألفت ... عز القناعة من أن تسأل القوتا