قال الثعالبي: كبن خرى والكبن (١) الاسم منه يقول إنه يظهر الورع والزهد فإن خلا المسجد وأخذه البطن يخرى تحت السارية أو خلف المنارة ويمسح إسته بالمذقان وهو المحراب.
ألا إني حلبت الدهر ... من شطر إلى شطر
وجبت الأرض حتى صر ... ت في التطواف كالخضر
وللغربة في الحر ... فعال النار في التبر
وما عيش الفتى إلا ... كحال المد والجزر
فإن لمت على الغربة ... مثلي فاسمعن عذري
وعذره أن آل رسول الله صلى الله عليه وسلم وخيرة صحبه قد تغربوا ولقوا الظلم وههنا نفس سياسي ذو تشيع، وكان ذلك كالمذهب الفكري لكثير من رجال الأدب في أيام بني العباس -كدعبل وابن الرومي والأصفهاني صاحب الأغاني وأبي الطيب، حتى أبو العلاء لم يخل من شيء من ذلك.
أمالي أسوة في غر ... بتي بالسادة الطهر
هم آل الحواميم ... هم الموفون بالنذر
آل الحواميم إشارة إلى قول الكميت:«وجدنا لكم في آل حم آية» -وهي:{قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}. والموفون بالنذر إشارة إلى آية {هَلْ أَتَى} قيل نزلت في علي وآل البيت رضي الله عنهم.
هم آل رسول الله ... أهل الفضل والفخر
بكوفان وطفي كر ... بلا كم ثم من قبر
(١) () لم تضبط هذه الكلمة والظاهر أنها بفتح فسكون ولكن الذي في القاموس مما يقارب معناها الكبن كالعتل بمعنى اللئيم والكلمة اصطلاح بين أهل الكديه.