أنت ابن عبد العزيز الخير لا رهقٌ ... غمر الشباب ولا أزري بك القدم
تدعو قريش وأنصار النبي له ... أن يمتعوا بأبي حفص وما ظلموا
راحوا يحيون محمودًا شمائله ... صلت الجبين وفي عرنينه شمم
يرجون منك ولا يخشون مظلمة ... عرفًا وتمطر من معروفك الديم
أحيا بك الله أقوامًا فكنت لهم ... نور البلاد الذي تجلى به الظلم
لم تلق جدًّا كأجداد يعدهم ... مروان ذو النور والفاروق والحكم
أشبهت من عمر الفاروق سيرته ... سن الفرائض وأئتمت به الأمم
ههنا إشادة بعدل عمر بن عبد العزيز وتفضيل له على سائر ملوك بني أمية. فذكر الأنصار ولا نجده يذكرهم في مدحه عبد الملك أو هشامًا مثلًا، ثم برأه من أن يقال شاب مترف غر وكذلك كان يزيد بن معاوية أو شيخ طال به المدى وسئمه الناس، وكذلك كان مروان ومعاوية من قبل.
وما أراد جرير إلا ذكر الفاروق وحده لينوه بمكان عمر بن عبد العزيز من العدل ولكنه خشي أن يحفظ بني أمية فأقحم اسم الفاروق بين مروان والحكم وكلاهما لم يكن بكبير شيء في الجاهلية أو الإسلام ثم جاء بالفاروق وحده فتبين مراده إذ قال:
أشبهن من عمر الفاروق سيرته ... سن الفرائض وائتمت به الأمم
وزعم أن مروان له نور وإنما النور لسيدنا عثمان وكان ابن عمه، فكأن جريرًا ما أراد إلا إياه.