للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما إن تعرى المنون من أحد ... ولا والد مشفق ولا ولد

فجعني الرعد والصواعق بالفارس يوم الكريمة النجد

يا عين هلا بكيت أربد إذ ... قمنا وقام العدو في كبد

والتأنث وتعمد النوح بين ههنا، ووازن بين هذه الكلمة وبين قوله من الكامل:

طرب الفؤاد وليته لم يطرب ... وعناه ذكرى خلة لم تصقب

سفهًا ولو أني أطعت عواذلي ... فيما يشرن به بسفح المذنب

لزجرت قلبًا لا يريع لزاجر ... إن الغوي إذا نهي لم يعتب

فتعز عن هذا وقل في غيره ... واذكر شمائل من أخيك المنجب

يا أربد الخير الكريم جدوده ... غادرتني أمشي بقرن أعضب

يتحدثون مخافة وملاذة ... ويعاب قائلهم وإن لم يشغب (١)

إن الرزيئة لا رزيئة مثلها ... فقدان كل أخ كضوء الكوكب

فهذه البائية تأبين صلب فيه شدة أسر لبيد، وليس كالدالية، فقد لان فيها الشاعر وقصد إلى التفجع والتوجع كما تفعل النساء.

وإذا شئت فوازن بين قول لبيد في الدالية "أخشى على أربد". وبين قوله في العينية من الطويل (٢):

بلينا وما تبلى النجوم الطوالع ... وتبقى الجبال بعدنا والمصانع

وقد كنت في أكناف جار مضنة ... ففارقني جار بأربد نافع

فال جزع إن فرق الدهر بيننا ... فكل فتى يومًا به الدهر فاجع


(١) رغبة الآمل ١٦٧: ٨ - ١٦٨. المذنب: جبل. يعتب: ينتهي. الملاذة: الغش من ملذ بضم اللام.
(٢) الشعر والشعراء ٢٣٦: ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>