للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فزعم أنه يختبر الرسول صلى الله عليه وسلم به فقال له ابن وقش قولًا أفحش به فقال عليه الصلاة والسلام: «مه فقد أفحشت على الرجل» ومن ذلك قولهم يا ابن اللخناء في السب لا يراد به حقًّا أنها لخناء وأكثر ما جاء به الفرزدق وجرير من الأقذاع من هذا الضرب. وسفهت ليلى الأخيلية نابغة بني جعدة إذ قال لها وهو يهجوها:

ألا حييا ليلى وقولا لها هلا ... فقد ركبت أمرًا أغر محجلا

فقالت له:

تعيرني داءً بأمك مثله ... وأي حصان لا يقال لها هلا

ومثال الإضحاك ما تجده من قصة الأتان ونحوها في شعر الفرزدق نحو قوله:

يقول إذا أقلولي عليها وأقردت ... ألا ليت ذا العيش اللذيذ بدائم

ونحو:

قالت وقد عرفت جريرًا أمه ... مهلًا جرير إلى جئت تغفل

وبعض هذا ما كانت تعير به القبائل بعضها بعضًا، ففي ذكره قصد إلى الإضحاك والغلبة بذكر المثالب وعلمها نحو:

رضعتم ثم بال على لحاكم ... ثعالة حين لم تجدوا شرابا

ونحو:

ولم يك قبلها راعي مخاض ... ليأمنه على وركي قلوص

وكانت بنو فزارة ربما غاظها هذا ونحوه فغضبت وقتلت.

وأكثر رفث الهجاء في شعر الذوق الحضري يجمع بين التهكم والهزؤ والإضحاك من المهجو مع خبئ كيد وتدبير عداوة خبئ في ذلك شخصي الطابع أو سياسية أو

<<  <  ج: ص:  >  >>