للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهلًا بدار سباك أغيدها ... أبعد ما بان عنك خردها

وكلمته (ص ١٢٥):

أبعد نأي المليحة البخل ... في البعد لا ما تكلف الإبل

وقوله (ص ٥٥٢):

أوه بديل من قولتي واها ... لمن نأت والبديل ذكراها

وقوله (ص ٨٤):

أحق عاف بدمعك الهمم ... أحدث شيء عهدًا بها القدم

وكلها - فيما عدا اللامية - من حسن القول، وقد جاء في بعضها بابداع لا ينكر. ولكن نغمها جميعًا غير جار على طبيعته هو المرة الشديدة، وإنما كان يكره القول عليه بما أوتيه من مقدرة فائقة في الصناعة، وطبع نادر في تصريف أعنة القول.

ولهذا السبب ليس لهذه القصائد جميعًا من الرنين في نفس من يقرأ شعر المتنبي ما لقصائده الفخمات الطنانات أمثال:

بم التعلل لا أهل ولا وطن

وليالي بعد الظاعنين شكول

وطوال قنا تطاعنها قصار

وفديناك من ربع وإن زدتنا كربا

وغير ذلك مما هو مشهور معروف.

وقد تبع المعري أثر المتنبي في بعض درعياته، فلم يسف -كعادته في التجويد ولكنه لم يعد هذا البحر اللين القديم نفس الحياة الذي خمد بعد أيام البحتري.

<<  <  ج: ص:  >  >>