للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمكم دون الأنام طرًّا

يبغي قرًى منكم ومستقرا

فدونكم ضيفًا قنوعا حرا

يرضى بما احلولي وما أمرا

وينثني عنكم ينبث البرا

والأبيات الستة الأوائل- إلى قوله محقوقفًا مصفرًا أدنى إلى جزالة الأعراب الذين يحكي مقالهم ثم أدركه نفسٌ من ابن المعتز من عند قوله مثل هلال الأفق، وقد حاكى بعض طريقة البديع في القريضية إذ جاء برجز رائي على لسان صاحبه:

أما تروني أتغشى طمرا .... ممتطيا في الضر أمرًا إمرا

مضطبنا على الليالي غمرا ... ملاقيا منها صروفا حمرا

أقصى أماني طلوع الشعري ... فقد عنينا بالأماني دهرا

وكان هذا الحر أعلى قدرا ... وماء هذا الوجه أغلى سعرا

ضربت للسرا قبابًا خضرا ... في دار دارا وإوان كسرى

فانقلب الدهر لبطن ظهرا ... وعاد عرف العيش عندي نكرا

لم يبق من وفري إلا ذكرا ... ثم إلى اليوم هلم جرا

لولا عجوز لي بسر من را ... وأفرخ دون جبال بصري

قد جلب الدهر عليهم ضرا ... قتلت يا سادة نفسي صبرا

وهنا الأبيات الستة الأوليات أدنى إلى منطق الأعراب الذي تحاكيه- وأبيات البديع في جملتها اطبع. وأمثلة مجاراة الحريري للبديع كثيرة وهو نفسه نبه على ذلك ونوه به.

<<  <  ج: ص:  >  >>