وهذا يدل على أنه كان من أصحاب الترنم. ومذهب البحتري في الإيقاع جلي. وكان أبو الطيب يترنم شعره وهو يصوغه وزمانه بعد زمان ابن طباطبا كما تعلم. ومذهب الشريف من مذهب ابن طباطبا قريب وقد فضله الثعالبي عليه وعلى سائر الطالبين ولكنه لم يزده في باب التفضيل على ذلك، وأسلوب الخطابة الفخمة أغلب عليه، فهل كان يصوغ ما ينظمه خطبًا اول الأمر؟ أم لم يتهمه بعضهم بأن الذي في نهج البلاغة إنما انتحله هو على الإمام كرم الله وجهه- وهو جيد كما لا يخفى.
لم تكن المقامة لتسد بتصنيع نثرها ونظمها مسد القصيدة المحكمة، ولا ما نظم من منظومات على طريقة وصف الشمعة أو التزامات أبي العلاء. أو حتى درعياته. كل ذلك متعة وأنس وطريف يستملح ونادرة يعجب لها من يعجب. ولكنه ليس بالشعر الذي يلج على القلب وتتغذى بغذائه الروح: