للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلم يصنع شيئًا لأنه تكلف في غزلها وتعمل. وجاراه أيضًا في همزيته المخفوضة المجرى (وليس اختلاف المجرى مما يؤبه له في المجاراة)، فقال:

حييا صاحبي أم العلاء ... واحذر طرف عينها الحوراء

وأطال في نسيب هذه الكلمة وتشبه بابن أبي ربيعة وليس التقليد كالأصل، ثم خلص إلى وصف الفلاة والناقة تبعًا للقدماء، وما أخلى نفسه من نظر إلى الحرث صاحب المعلقة قال:

وفلاة زوراء تلقى بها العين رفاضًا يمشين مشي النساء (١)

من بلاد الخافي تغول بالركب فضاء موصولة بفضاء

قد تجشمتها وللجندب الجون نداء في الصبح أو كالنداء

حين قال اليعفور وارتكض الآ ... ل بريعانه ارتكاض النهاء (٢)

ولا إخال القاريء يخالفني في أن هذا كلام خال من الماء، ظاهر التكلف، وفيه تحايل على القوافي كقوله "أو كالنداء" و"موصولة بفضاء"، ثم انتقل إلى المدح فقال:

ما لكي تنشق عن وجهه الحر ... ب كما انشقت الدجى عن ضياء

أيها السائلي عن الحزم والنجدة والبأس والندى والوفاء

إن تلك الخلال عند ابن سلم ... ومزيدًا من مثلها في الغناء

كخراج السماء سيب يديه ... لقريب ونازح الدار ناء (٣)

حرم الله أن ترى كابن سلم ... عقبة الخير مطعم الفقراء


(١) العين: الغزلان. رفاضا: جماعات.
(٢) الآل: السراب. الريعان: أول الشيء. النهاء: جمع نهي بفتح النون أو كسرها، وهو الغدير.
(٣) خراج السماء: يعني المطر.

<<  <  ج: ص:  >  >>