للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والوجه ذو بلج والثغر ذو فلج ... والردف ذو رجج والطرف مكحول

والخصر في زعج والقلب في دمج ... والعين في خمج والشعر مرطول (١)

مياسة لو تمشت عرقلى نزلت ... عرقال قلبي فتضنيه العراقيل (٢)

إن الحماطيط من صدغيك قد لسعت ... حماطتي فأحاطت بي الزعابيل (٣)

لبانة منك يا لمياء لو قضيت ... لبان للبين إبدال وتحويل

فتأمل أصلحك الله.

ولصاحب القاموس ولع بذكر ما له معان من الإحماض - ذلك جلي في القاموس قلت كلمة تخلو مما يمت إليه كل الخلو

وقال في مدح النبي صلى الله عليه وسلم:

وأبلج الوجه هلقام له شمم ... وأدعج العين مزدان بها الميل

الميل المرود. الهلام الأسد. والإغراب في الهلقام كما ترى. أبيات المدح على الجملة أقل إغرابًا مما قبلها ونظم فيها من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم عددًا. وأسلوب القصيدة شعر علماء. وسط. فرحمه الله وأثابه.

هذا- واعلم أيها القارئ الكريم أصلحك الله أن نقادنا أهملوا باب المديح النبوي وقسمتهم الأطوار الشعر العربي بعد زمان صدر الإسلام هكذا:

(١) العصر العباسي الأول

(? ) العصر العباسي الثاني

(٣) العصر العباسي الثالث

(٤) عصر الانحطاط

(٥) النهضة

(٦) العصر الحديث


(١) قوله في دمج أراه تحريفًا صوابه رهج والخمج هنا مقارب لمعنى الغنج. مرطول مدهون.
(٢) العرقلي كالخيزلي. العرقال في القاموس من لا يستقيم على رشده ويمكن حمل المعني هنا عليه وهو بعيد وأراه محرفًا من عرقاة أي أصل عروق القلب: «عرقاة قلبي».
(٣) الحماطيط جمع حمطيط بفتح الحاء أي الحية وأراد عقارب الصدغ إذ الحية تلدغ والعقرب تلسع ومثل هذا جائز فقد سموا القدم حافرًا في ضرورة الشعر والحماطة سواد القلب، ذكرها المعري في أول رسالة الغفران.

<<  <  ج: ص:  >  >>