الكميت بن زيد الأسدي صاحب الهاشميات أبرز من مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا الوجه السياسي. ولعل من رثاء حسان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما يكون مما مهد له ولمن سبقوه كأبي الأسود الدؤلي وقد روي له قوله:
يقول الأرذلون بنو قشير ... طوال الدهر ما تنسى عليا
أحب محمدًا حبًا شديدا وعباسًا وحمزة والوصيا
فإن يك حبهم رشدًا أصبه ... ولست بمخطئ إن كان غيا
فقد شمل بحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم حبه لعميه ولعلي رضي الله عنهم. ولم يكن حسان رضي الله عنه ممن عرف له تشيع، وكان فيه حب لعثمان أمير المؤمنين رضي الله عنه، وقد رثاه بقوله المشهور:
ضحوا بأشمط عنوان السجود به ... يقطع الليل تسبيحًا وقرآنًا
غير أنه في رثائه رسول الله صلى الله عليه وسلم تجد له أنفاس حزن شديد لعله مستمد من شعور الأنصار أنهم قد غلبتهم قريش على أمر رياسة الدولة الاسلامية وسياستها بعد بيعة سيدنا أبي بكر رضي الله عنه يوم السقيفة وانصراف الناس عن سيد الخزرج سعد بن عبادة رضي الله عنه - قال رضي الله عنه: -
ما بال عينك لا تنام كأنما ... كحلت مآقيها بكحل الأرمد
جزعًا على المهدي أصبح ثاويا ... يا خير من وطئ الحصى لا تبعد
المهدي هنا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا البيت من أقدم ما جاء فيه هذا اللفظ، وهو ليس في القرءان، ولكنه ورد في بعض الحديث
البقيع فيه قبور أهل المدينة وفيه من قبور الصحابة عدد رضوان الله عنهم أجمعين وفيه قبر فاطمة الزهراء وقبر العباس وقبر عثمان بن عفان رضي الله عنهم وأرضاهم.
فظللت بعد وفاته متبلدًا ... متلددًا يا ليتني لم أولد