الهجرة. وكتاب الإمامة والسياسة إن كان حقًا من تأليف ابن قتيبة يشعر بميل فيه إلى علي كرم الله وجهه. فيكون ما ذكره عن الكميت من باب التقية والله أعلم.
واستشهد على سرقة الكميت بأبيات من رائيته في بني أمية -وقد زعم آنفًا أنه كان يجيد مدحهم، وأي جودة لما هو سرقة بينة- فتأمل. وآفة الرأي الهوى.
كان الكميت شاعرًا مجيدًا وهاشمياته في آل البيت من روائع شعره، وقد كن مما اندكت به صروح ملك بني أمية. وقد قتل من أجلها وتذرع إلى ذلك بعصابيته لمضر وهجائه لقبائل اليمن في الكلمة النونية التي يقول فيها:
فما أعني بذلك أسفليكم ... ولكني عنيت به الذوينا
وقد صرح بعض شعراء الشيعة بعد الكميت بهجاء الصحابة، فعل هذا مثلًا السيد الحميري فكان ذلك مما جعل الناس ينفرون من رواية شعره، إلا من كان له في ذلك هوى.
وقد حببت الهاشميات الناس في الشعر الحزين الذي يذكر مقاتل أهل البيت وما أصيبوا به من قبل طغيان بني أمية. فصار القول في ذلك كأنه طرف من مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كالذي اشتهر من أمر تائية دعبل الخزاعي:
مدارس آيات خلت من تلاوة ... ومنزل وحي مقفر العرصات
ديار علي والحسين وجعفر ... وحمزة والسجاد ذي الثفنات
قال عبد الله بن المعتز «وهو صاحب القصيدة:
مدارس آيات خلت من تلاوة ... ومنزل وحي مقفر العرصات
وهي أشهر من الشمس ولا حاجة بنا إلى تضمينها ولا تضمين شيء منها. وهو صاحب التائية الأخرى التي أولها:
طرقتك طارقة المني ببيات ... لا تظهري جزعًا فأنت بدات
في حب آل المصطفى ووصيه ... شغل عن اللذات والقنيات