بني هاشم رهط النبي فإنني ... بهم ولهم أرضى مرارًا وأغضب
فلم يقسمهم إلى طالبيين وغير طالبيين وقد ذكر سيدنا العباس «عم نبينا» -صلى الله عليه وسلم- فقد أساء ابن قتيبة في هذا التخصيص الذي الكميت بريء منه، ولا ريب، كان الكميت يدافع عن قضية آل البيت ويرى عليا كرم الله وجهه أحق الصحابة بالخلافة فهذا قد مرد سادة بني العباس الخلفاء من بعد المنصور على إنكاره وحمل من استطاعوا حمله على القول بذلك فقالوا:
أني وأون وليس ذاك بكائن ... لبني البنات وراثة الأعمام
فصار شعر الكميت ولا سيما هاشمياته مرغوبًا عنه لديهم. فهل جاء ابن قتيبة بمقاله هذا مصانعة لأهل الدولة؟
والذي صنعه الجاحظ قريب منه، والجاحظ أقوى عذرًا إذ كان من رجال الدولة أقرب.
ومما يزيد العجب عجبًا أن ابن قتيبة حين استشهد بما قال هو إنه يستجاد من شعر الكميت، لم يجيء بشيء مما قاله في بني أمية إلا قوله في هشام:
مصيب على الأعواد يوم ركوبه ... لما قال فيها مخطئ حين ينزل
وهذا يذمه به من اللامية الهاشمية التي ذم فيها بني أمية فقال:
تحل دماء المسلمين لديهم ... ويحرم طلع النخلة المتهدل
وجاء بأبيات من البائية فقال ويستجاد له قوله في ذكر النبي صلى الله عليه وسلم:
يقولون لم يورث ولولا تراثه ... لقد شركت فيه بكيل وأرحب
ولانتشلت عضوين منها يحابر ... وكان لعبد القيس عضو مؤرب
فإن هي لم تصلح لحي سواهم ... إذن فذوو القربي أحق وأقرب