ويا دنياي ما لي لا أراني ... أسومك منزلًا إلا نبا بي
وعلى كثرة ما يبدأ بحمد الله وسبحان الله لا تجد أبا العتاهية يذكر النبي صلى الله عليه وسلم أو يصلى عليه بعد أن بدأ بالحمدلة.
قصيدته ذات الأمثال بدأها بالحمد فبلغ به تسعة أبيات فيما بلغنا منها:
الحمد لله على تقديره ... وحسن ما صرف من أموره
الحمد لله بحسن صنعه ... شكرًا على إعطائه ومنعه
يخير للعبد وإن لم يشكره ... ويستر الجهل على من يظهره
خوف من يجهل من عقابه ... وأطمع العامل في ثوابه
وأنجد الحجة بالإرسال ... إليهم في الأزمن الخوالي
نستعصم الله فخير عاصم ... قد يسعد المظلوم ظلم الظالم
فضلنا بالعقل والتدبير ... وعلم ما يأتي من الأمور
يا خير من يدعى لدى الشدائد ... ومن له الشكر مع المحامد
أنت إلهي وبك التوفيق ... والوعد يبدي نوره التحقيق
ثم يجيء بعد:
حسبك مما تبتغيه القوت ... ما أكثر القوت لمن يموت
إن كان لا يغنيك ما يكفيكا ... فكل ما في الأرض لا يغنيكا
الفقر فيها جاوز الكفافا ... من عرف الله رجا وخافا
ولو صلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الحمدلة لكان ذلك لكلامه زينًا. وقوله وإن لم يشكره مذهب في العربية جيد، أي لم يشكره بسكون الراء وضم الهاء ثم نقل ضمة الهاء إلى الراء ومن شواهد سيبويه:
عجبت والدهر كثير عجبه ... من عنزي سبني لم أضربه
وقوله:
فضلنا بالعقل والتدبير ... وعلم ما يأتي من الأمور
عجزه فيه نظر، إذ المعنى مقبول إن أراد به التفكر في العواقب وليس التفكر في العواقب علمًا بالغيب وإن اتفق فيه الحدس الصائب أحيانًا، إذا لا يعلم الغيب إلا الله سبحانه وتعالى.