للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأنه لقى حمزة أسد الله وسيد الشهداء رضي الله عنه.

وعتبة الشرك لم يعتب فتعطفه ... منك العواطف قبل الحين في مهل

وعقبة الغمر عقباه لشقوته ... أن ظل من غمرات الموت في ظلل

أي عقبة بن أبي معيط ووصفه بالغمر جيد بالغ والغمر الذي لا تجربة له ومن أهل الطيش لذلك.

وآخر القصيدة قوله:

وصل رب وواصل كل صالحة ... على صفيك في الإصباح والأصل

عليه صل صلاة لا انقطاع لها ... عد الحصى وعديد الرمل ثم صل

واحفظ على القلب منى حسن خلته ... واغفر لعبدك عبد الله وابن علي

فهو أبو محمد عبد الله بن علي أبي زكريا الشقراطيسي المغربي رحمه الله.

يدخل في باب طور التمهيد الذي صارت بعده مدحة الرسول صلى الله عليه وسلم هي القصيدة الحقة ومادحه صلى الله عليه وسلم هو الشاعر الحق ما جعل بعض مداحه عليه الصلاة والسلام يفتنون فيه من البديع. مع العلم بأن افتنانهم هذا قد جاء بعد أن قطع البديع أشواطًا من فرط التكلف والتصنيع نجد لديهم من الأريحية إلى ما يفتنون فيه ما يذكرنا بنشوة البديعيين الأوائل. ولا ريب أن مرد ذلك إلى روح التعبد وسماحة النفس فيه ببذل الجهد التماسًا للأجر.

فمن ذلك صنيع الوزير أبي زيد الفازازي الأندلسي من رجال أوائل القرن السابع الهجري صاحب العشرينيات، وهي قصائد من عشرين بيتًا كل منها، نظمها على حروف المعجم، يبدأ البيت بالحرف ويختمه به، فهو مطلع البيت ومقطعه- مثلًا من الكلمة التي اختارها له النبهاني في المجموعة:

سلام كعرف الروض أخضله الندى ... على خير مخلوق من الجن والإنس

سليل خليل الله خاتم رسله ... وفي الختم منع للزيادة في الطرس

سبوق بلا أين قريب بلا مدى ... عليم بلا خط حفيظ بلا درس

سري المزايا ظاهر البأس والندى ... كريم السجايا طاهر الجسم والنفس

سريرته والجهر نور وحكمة ... وقد سبق التطهير للقلب في الحس

<<  <  ج: ص:  >  >>