للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعني خبر شق الصدر كما في حديث المعراج وحديث أيامه صلى الله عليه وسلم عند حليمة السعدية.

سرى نحو مولاه وجبريل صاحب ... فناهيك من قدسين في حضرة القدس

وذكر النبهاني في مقدمته لهذه القصيدة أنه أي الفازازي أنشأ ديوانه سنة ٦٠٤ هـ وحدث به في الحرم المكي سنة ٦٢٤ هـ. فذلك قبل سقوط بغداد كما ترى.

قال النبهاني في مقدمته في الفصل السابع: «أعلم أن مداح النبي صلى الله عليه وسلم في كل عصر ومصر كثيرون لا يحصيهم عد، ولا يحيط بهم حد ولو جمعت مدائح أهل عصر واحد منهم لبلغت عدة مجلدات، وكثير منهم نظموا في ذلك دواوين على أنحاء مختلفة وبعضهم التزم في شعره أمورًا لا تلزمه كالوتري والطرائفي والفازازي ومن تبعهم كالشهاب أحمد المنيني الشامي فقد نظموها عشرات وعشرينيات على حروف المعجم والتزموا أن يكون أول حرف في كل بيت كحرف القافية وبعضهم جعل جميع القصيدة حروفًا مهملة والبعض جعلها على عدة قواف وغير ذلك من تفننات الشعراء فجاءت قصائدهم في الغالب غير سالمة من وصمة التكلف» أ. هـ.

والوتري من رجال القرن السابع في النصف الثاني منه وتأريخ وفاته لعله سنة ٦٦٢ هـ (الذي في وترياته المطبوعة بالدار البيضاء ٢٦٦ هـ وأغلب الظن أن هذا مراد لتقرأ المئين فيه من جهة اليمين) وفي المجموعة النبهانية أنه أكمل نظم وترياته بالأندلس سنة ٦٥٢ هـ وأكملها تهذيبًا بمصر سنة ٦٦١ هـ وإنما سميت الوتريات لأنه زاد على عدد الفازازي واحدًا فجعل كل قصيدة من واحد وعشرين بيتًا وبهذا التوتير سمي الوتري وهو مجد الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر الواعظ البغدادي. وقد أورد النبهاني وترياته كلها في مجموعته مع ما فيها من ظاء وشين وغين في القوافي- قال:

«قال وقد ظهر لي الآن أن أذكرها جميعها لقوله في خطبتها أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم بعد فراغه منها وهي في يده الشريفة ومعه جماعة من أصحابه عرف منهم أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال فلما رآني قام إلي ضاحكًا مستبشرًا إلخ ما قاله في ص ٢٨٧ من الجزء الأول من المجموعة. وهي تسع وعشرون قصيدة جعل فيها لام الألف قافية وكان حقه أن يجعلها مقصورة وقد تنبه الشيخ النبهاني لهذا، وله بعد وجه إذ مراده إظهار مكان الألف التي ليست بهمزة ولو كان قد جعلها ألفًا مقصورة لسلمت من أن يلتبس أمرها باللاميات وهي التي أولها (١):


(١) طبعة دار الفكر، الدار البيضاء غير مؤرخة ص ٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>