وليس بموضع وقف لكن من اضطر فوقف عنده سكن الشين، فأحسب رسم النبهاني لها «حاشا جلالك» أو رسم النساخ من قبل إن يك هكذا مراعاة لرسم المصاحف.
ومن هذه الرائية قوله في أواخرها:
فامنن علي وكن شفيعي والتفت ... مستنصرًا بجلالك استنصاره
وكأن تأويله والتفت إلى مستنصر ونصب بنزع الخافض وهو «إلى» وعندي أنه قد وقع خطأ من الناسخ ههنا وأن الصواب:
فامنن علي وكن شفيعي ولتغث ... مستنصرًا بجلالك استنصاره
أي ولتكن مغيثًا لي، وزعم بعضهم أنه لا يجوز مجيء لام الأمر مع المضارع المبدوء بتاء الخطاب بحجة أن فعل الأمر قد أغنى عن ذلك وليس هذا بشيء لقراءة أبي «قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فلتفرحوا» وهي عشرية في حرف يعقوب عن رويس ذكره صاحب النشر.
صلى عليك الله ما حيا الحيا ... روض الربا وترنمت أطياره
وتأمل نفحة الأندلس في تحية الحيا روض الربي، وترنم الأطيار.
كان لسان الدين بن الخطيب رحمه الله شاعرًا مفلقًا ولعل النبهاني يشير إليه وإلى ابن نباته المصري وحازم وابن جابر إذ قال في مقدمته أنه يبدأ كل حرف بمديح الأئمة الثلاثة الأبوصيري فالبرعي فالصرصري «إن كان لهم كلام لأنهم أشهر مداحه صلى الله عليه وسلم وإن كان قد أتى من أئمة المشارقة والمغاربة من هو مثلهم أو أعلى نظمًا من بعضهم كما سنقف على ذلك من كلامهم إن شاء الله تعالى. أ. هـ».
قلت لعل هذا من قول النبهاني رحمه الله أن يكون قد احترس به، ومن أجود من بالمجموعة ابن الخطيب وهو على براعته وصفاء ديباجته وما يتأتى له من الجزالة لا يبلغ مبلغ الثلاثة الأئمة في حاق المدح النبوي، إذ على صدقه فيه، لا يخلو من شائبة بعض أنفاس الدنيا خلاف ما عليه نظم الثلاثة، وقال تعالى جل من قال:{نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم}.