للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشاعر بهذا النسيم الذي راق، لا أنه يقصد إلى تكثير عدد الصلاة بذكر النسيم ليس غير.

وللسان الدين عدا ما ذكرنا مدائح يعرفها حذاق المنشدين وما زالوا يتغنون بها مع ما يتغنى به الذاكرون منهن على سبيل المثال رائيته التي يذكر فيها زيارته القبر الشريف:

الله أكبر حبذا إكباره ... لاح الهدى وبدت لنا أنواره

لاحت معالم يثرب وربوعها ... مثوى الرسول وداره وقراره

هذا النخيل وطيبة ومحمد ... خير الورى طرأ وهأنا جاره

هذا المصلى والبقيع وههنا ... ربع الحبيب وهذه آثاره

ومنها:

هدي مواضع مهبط الوحي الذي ... تشفي القلوب من الحمى أسراره

والروضة الفيحاء هب نسيمها ... وألبان بان ونم منه عراره

وتعطرت سلع بساطع طيبها ... لم لا تطيب وحوله مختاره

بشراك يا قلبي فقد نلت المنى ... وبلغت ما تهوى وما تختاره

ومنها:

أيخيب من قصد الكريم وعنده ... حسن الرجاء شعاره ودثاره

أيؤم بابك مستقيل عاثر ... فيرد عنك ولا تقال عثاره

حاشا جلالك أن يؤمله امرؤ ... فيعود صفرًا خيبت أسفاره

رسمت حاشا بالألف بعد الشين في المطبوعة ولا أدري ما وجهه والعرب تقول حاشاك وحاشي لك وفي كتاب الله: {حاش لله ما هذا بشرًا}، تعجب فيه معنى الإكبار قال أبو عبيدة: وقلن حاش لله الشين مفتوحة ولا ياء فيه وبعضهم يدخل الياء في آخره كقوله:

حاشي أبي ثوبان إن به ... ضنا عن الملحاة والشتم

ومعناه معنى التنزيه والاستثناء من الشر. قلت أحسب أن من جاء بالألف بعد الشين في الرسم توهمه من قول أبي عبيدة ولا ياء فيه إذ عني أبو عبيدة ياء اللين التي لرسم الألف اللينة، وذلك أن رسم المصحف العثماني في هذا الحرف بالشين ليس بعدها شيء وكل القراء إلا أبا عمرو يقرأون بشين مفتوحة فهو المشار إليه بقوله بعضهم من كلام أبي عبيدة وذلك أن أبا عمرو إذا وصل مد فتحة الشين فجاء بألفها اللينة وتكتب ألفًا حمراء بعد الشين وأهل الأداء يعلمون ثباتها عند أبي عمرو وصلًا لا وقفًا

<<  <  ج: ص:  >  >>