ثم أخذ في نظم ما يدين به من الشرع مما كان عليه أشهر قول أهل السنة.
والصوم والصلاة والزكاة والعمرة ... والحج وبيع وشرا
والنصب والخمر وكل مسكر ... وكل مزمار وتحريم الزنا
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ... والعرف وتحريم الربا
والسمع والطاعة للأمير في الجور ... وفي العدل وحرب من بغى
شرع صحيح ثابت يبقى إلى ... أن ينقض العلم وينقضي المدى
فهذه عقيدتي نظمتها ... أجعلها عندك ذخرًا يرتجى
يعرضها يوم الخميس ملك ... عليك يا جابر كسر قد هفا
في المطبوعة الخميس بالخاء المعجمة وما أرى إلا أنه الحميس بالحاء المهملة وهو يوم القيامة لما فيه من الحر والعرق.
فاسأل لي الرحمن أن يميتني ... غير مغير إذا الوقت انقضى
فقد مات -إن شاء الله- شهيدًا رحمه الله.
عساه أن يغفر لي خطيئتي ... بفضله ذو الملكوت والغنى
حتى تكون لي بهذا شاهدًا ... عند الذي يعلم سري ويرى
صلى عليك الله ذو الجلال ما ... هبت مع الأسحار أنفاس الصبا
لاحظ الفرق بين طريقة الصرصري في ذكر هبوب الصبا وما مر من ارتياح ونشوة للطبيعة في كلام ابن الخطيب. ألا ترى هنا أن الصرصري أشد اهتمامًا بأن هبوب الصبا في الأسحار وازن بين هذا وبين قول ابن الخطيب مثلًا:
عليك صلاة الله ما ذر شارق ... وما راق من وجه الصباح نسيمه
وقوله:
صلى عليك الله ما حيا الحيا ... روض الربى وترنمت أطياره
وقوله:
عليك صلاة الله ما طيب الفضا ... عليك مطيل بالثناء مطيب
وما أفتر قد للغصون مرنح ... وما أفتر ثغر للبروق شنيب