ثم صار إلى حنين نفسه إلى الحج والزيارة والاستغفار ورجاء الشفاعة لتكون كلمته خالصة في التقوى والعبادة وحب النبي صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه:
يا مزجي الخوص النواجي في الشسوع المقفر
إن جزت عن وادي العقيق نحو سلع فانظر
تلك القباب البيض إن عاينتها فكبر
وقف تجاه الحجرة العلياء خير الحجر
وحي من خيم في ذاك الجناب الأطهر
تحية طيبة ... عن العبيد الأصغر
يحيى بن يوسف بن يحيى المذنب المقصر
وقل عبيد بركم ... ثاو بأرض صرصر
فقد نسب نفسه كما ترى وهو مذهب للمداح قديم- وقد يعلم القارئ الكريم قول عمير بن شييم القطامي:
من مبلغ زفر القيسى مدحته ... عن القطامي قولًا غير إفناد
وقال عمران بن حطان في كلمته النونية «من بعد ما قيل عمران بن حطان» - وقد سن مداح الرسول صلى الله عليه وسلم الأولون ذكر أسمائهم وأنسابهم، فعل ذلك حسان في كلمته التي قال فيها:
إن جدي خطيب جابية الجو ... لأن عند النعمان حين يقوم
وأبي في سميحة القائل الفا ... صل حين التقت عليه الخصوم
وفعل ذلك كعب حيث قال:
تسعى الوشاة جنابيها وقولهم ... إنك يا بن أبي سلمى لمقتول
فبذلك اقتدى مداح الرسول صلى الله عليه وسلم فيما بعد.
يا صاحب الجاه المديد الشامل المنتشر
نحن وإن كنا ذو جرم عظيم خطر
من زمرة منسوبة إليك دون الزمر