للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذلك أن الحرم فيه الحمام الورق- والحمامة خفيفة الخطى ونعت البوصيري أم جميل أنها جاءت كحمامة، نعت جيد، لما فيه من صفة هيئة دخولها، ثم كأن ههنا إشارة لقصة الحمامة التي دخلت على سيدنا داود في مصلاه إذ كان دخول أم جميل في الحرم، ثم الحمامة علامة سلم والحمام بالحرم آمن، وقد جاءت أم جميل بمظهر الحمامة المسالمة وما جاءت إلا لحرب. قالوا وكان أبو لهب وأم جميل كلاهما على حظ من جمال الصورة مع ما كان من سوء الطوية.

يوم جاءت غضبى تقول أفي مثـ ... ـلي من أحمد يقال الهجاء

تشير إلى الآية. وقالت: «مذممًا أبينا ودينه قلينا»، تهجو بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما صنعت شيئًا إذ لم يكن اسمه مذممًا فمنعت من هجائه صلى الله عليه وسلم كما منعت من رميه بفهرها:

وتولت وما رأته ومن أيـ ... ـن ترى الشمس مقلة عمياء

ثم إذ الشيء بالشيء يذكر جاء بخبر امرأة أخرى همت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بشر وهي زينب بنت الحارث اليهودية والعجب للأستاذ المستشرق ألفريد غيوم Alfred Guillaume ترجم خبرها عن ابن هشام على صحته في ترجمته

The life of Muhammad-A Translation of Sirat ibn Ishaq's Sirat Rasul Allah- London ١٩٥٥ - P. ٥١٦:

حيث ذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم صفح عنها ونص ترجمته:

So the Apostle let her off

ثم جزم بأنه قتلها في الكتيب الصغير الذي كتبه عن الإسلام وهو Islam by Alfred Guillaume من طبع بنجوين سنة ١٩٥٦ - ١٩٧٨ في صفحة ٤٩ حيث قال بما ترجمته «وطبعًا أعدمت زينب».

Of course, Zaynab was put to death

وهذا الذي جزم به لا يبرره نقله وإن تك قد وردت به بعض الروايات (انظر الروض ٦/ ٥٧٠):

<<  <  ج: ص:  >  >>