أودى الشباب حميدا ذو التعاجيب ... أودى وذلك شأو غير مطلوب
واعتمادنا على رواية المفضل. وروى بعضهم لها مقدمة نسيب، وما كان أغناه عن ذلك، وأدخل بعضهم بعد ثالث أبياتها هذه الأبيات.
وللشباب إذا دامت بشاشته ... ود القلوب من البيض الخراعيب
إنا إذا غربت شمس أو ارتفعت ... وفي مباركها بزل المصاعيب
قد يسعد الجار والضيف الغريب بنا ... والسائلون ونغلي ميسر النيب
وعندنا قينة بيضاء ناعمة ... مثل المهاة من الحور الخراعيب
تجري السواك على غر مفلجة ... لم يغرها دنس تحت الجلابيب
دع ذا وقل لبني سعد لفضلهم ... مدحًا يسير به غادي الأراكيب
وفي هذه الأبيات الستة قواف خمس على وزن المفاعيل وما بمجراها وزنًا من صيغة منتهى الجموع والمتأمل لرواية المفضل التي رواها القاسم بن محمد بن بشار غير واجد فيها ما يشبه هذه الكثرة من هذه الصيغة. وقد تكررت الخراعيب كما ترى، وإن يك ذلك في نفسه ليس بعيب كبير، إذ كان الإيطاء مما يرد عند القدماء إذا كان المعنى الجيد يقتضيه مع تجويد النغم.
والأبيات الستة بعد قلقة الموضع في هذه البائية الجيدة تتابع الإيقاع واتساق المعاني. وغير بعيد أن يكون المغنون أدخلوا هذه الأبيات. وهي لشاعر آخر.
تدرج هذه البائية على هذا النحو:
بدأ ببكاء الشباب:
أودى الشباب حميدا ذو التعاجيب ... أودى وذلك شأو غير مطلوب
لاحظ أنه استعار قوله «شأو غير مطلوب» من أمر الخيل والسباق، ولذلك في القصيدة من بعد مكان ظاهر، وهذا وحده عندي مما يبطل رواية من صدر هذه القصيدة بنسيب سوى هذا الذي بكى به سلامة الشباب- ثم مضى في تصوير هذا الشأو الذي لا يطلب ولا يدرك:
ولي حثيثا وهذا الشيب يطلبه ... لو كان يدركه ركض اليعاقيب
أي لو كان يدركه ركض اليعاقيب لحاولنا أن ندركه. قالوا اليعاقيب أي الطير، واليعقوب ذكر الحجل، والوجه عندي والله أعلم ما قاله عمارة، أحسبه عمارة بن