عقيل بن بلال بن جرير الشاعر، إن اليعاقيب هنا الخيل ذوات العقب بفتح فكسر، وهو الجري بعد الجري، ذلك بأن الركض إنما يقال للخيل لا للطير إلا أن يسمى اندفاع الطير ركضا على التشبيه. ولك في الركض أن ترفع وأن تنصب والنصب رواية أبي عمرو أحسبه الشيباني، أي لركضنا ركض اليعاقيب.
أودي الشباب الذي مجد عواقبه ... فيه نلذ لذات للشيب
ههنا درجة- أن الذي يجيء بعد الشباب الجاه والمال والتجارب وهذا الذي سماه المجد مما يشمل الجاه والمال والتجارب وقد يزيد ولكن لا لذات هناك، وما طعم العيش بلا لذاذة. ولك في لذات في تائها الكسر والفتح، وأحسب أن أبا الطيب قد نظر إلى هذا البيت إذ قال:
ليت الحوادث باعتني الذي أخذت ... منى بحلمي الذي أعطت وتجريبي
فما الحداثة من حلم بمانعة ... قد يوجد الحلم في الشبان والشيب
وقد ركب نفس البحر والروي
ثم يقول:
يومان يوم مقامات وأندية ... ويوم سير إلى الأعداء تأويب
أي المجد الذي هو عواقب الشباب، هو هذا- جد المجالس وجد التشمير للحرب والحرب إنما كانت يحشها الشباب، ولكن الشيوخ مدبروها ورؤساؤها باعثهم إليها الحزم والجد والعرف والواجب. وقد يجد الشباب في عنفها لذة- ثم معها الغنيمة والسبي.
ولكن سلامة ههنا يؤكد معنى الجد ويلح عليه:
ويوم سير الأعداء تأويب
التنبيه ههنا على قوله تأويب وفيه دلالة على اتصال السير إذ التأويب سير يوم إلى الليل، ثم يكون في الليل السري
هذا في طلب الأعداء. ثم بعد الغزوة الرجوع، وقد أخذ الكلال وما تصنع الحرب من الخيل والرواحل والرجال مأخذها.
وكرنا خيلنا أدراجها رجعا ... كس السنابك من بدء وتعقيب