للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن جيد أبيات هذه القصيدة قوله:

غربة تقتدي بغربة قيس بـ ... ـن زهير والحرث بن مضاض

من أبن البيوت أصبح من ثو ... ب من العيش ليس بالفضفاض

والفتى من تعرفته الليالي ... في الفيافي كالحية النضناض

صلتان أعداؤه حيث كانوا ... في حديث من ذكره مستفاض

كل يوم له بصرف الليالي ... فتكة مثل فتكة البراض

وقد عدل أبو تمام عن الروى الطرماحي إلى آخر مردف في كلمته (١):

وثناياك إنها إغريض ... ولآل توم وبرق وميض

وأقاح منور في بطاح ... هزه في الصباح روض أريض

وارتكاض الكرى بعينيك في النو ... م فنونًا وما لعيني غموض

لتكأدنني غمار من الأحـ ... ـداث لم أدر أيهن أخوض

وهي كلمة فصيحة وفيها أبيات تعمد فيها الشاعر أن يذهب مذهب العرب الأوائل في شدة الأسر نحو:

سعم حت ركنهن أمان ... فيك تترى حت القداح المفيض

وأخر أغرب فيها -كعادته- في توليد المعنى مع الإشارة إلى المأثور من كلام القدماء نحو قوله:

فاشمعلوا يلجلجون دؤوبًا ... مضغًا للكلال فيها أنيض (٢)


(١) نفسه ١٣٥.
(٢) يشير في هذا البيت إلى قول زهير:
تلجلج مضغة فيها أنيض ... أصلت فهي تحت الكشح داء
والأنيض: فساد اللحم، وكنى زهير باللحم الفاسد عن الإثم.

<<  <  ج: ص:  >  >>